السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخطار المفرقعات
لم يكد شهر رمضان المبارك يتجاوز نصفه حتى بدأنا نسمع يومياً أصوات المفرقعات والعيارات النارية التي يطلقها الأطفال ابتهاجاً بحلول العيد، الأمر الذي يخيّل إلينا وكأننا نعيش في جبهة حرب.
لا نريد الكتابة حول أخطار هذه المفرقعات وصحة الأطفال وما يمكن أن تسببه من أذية لهم، ناهيك بالإزعاجات الكبيرة التي تقلق راحة المواطنين واستقرارهم أكثر مما كتب في كل مرة عن ضرورة أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة من قبل الجهات المعنية بهذا الخصوص.
وقد جرت العادة أن تصدر وزارة الداخلية قبل العيد بعدة أيام بلاغات وتعاميم وإعلانات في وسائل الإعلام تحظر فيها إطلاق المفرقعات والألعاب النارية وتمنع بيعها، وتنذر بمعاقبة كل الذين يطلقون أو يبيعون المفرقعات مما يعرضهم إلى الحبس وإلى دفع الغرامات النقدية. لكن الذي يجري في الواقع هو خلاف ذلك دائماً، فنرى في ساحات الأعياد الباعة الجوالون وأصحاب البسطات يبيعون المفرقعات بكل أنواعها من »الفتيش« إلى »الصواريخ الموجهة« ويسرحون ويمرحون دون أي وازع أو رادع.
حوادث مؤسفة تقع وتتكرر في كل عيد نتيجة إطلاق المفرقعات، وتتحول بهجة العيد إلى أسى وحزن للأطفال وللأهل معاً، وتنشب الشجارات والخلافات بين أبناء الحي الواحد، وبعضها يكبر ويتحول إلى قضايا في المحاكم وإلى عداوات دائمة.
أعتقد أن منع هذه الظاهرة يحتاج إلى تعاون الجميع، الأهل والمجتمع والسلطات المعنية، ويتطلب بالدرجة الأولى منع تصنيع مثل هذه المفرقعات أو تهريبها إلى بلدنا، ومعاقبة كل الذين يتعاملون بها بالحبس إضافة إلى دفع غرامات مالية كبيرة، وأن يساهم الأهل في توعية الأطفال ومنعهم من شراء مثل هذه الألعاب النارية والمفرقعات والألعاب البلاستيكية وغيرها، التي أضرارها لا تقل عن الألعاب النارية والمفرقعات، وأن يرافقوا أولادهم إلى ساحات الأعياد خلال أيام العيد ما أمكن، وأن تأخذ السلطات المعنية دورها بتسيير دوريات نظامية لمراقبة الأسواق والباعة، وذلك تثبيتاً لمنع هذه الألعاب وحفظاً لسلامة أطفالنا وبهجة أعيادنا
وكل عام وأنتم بخير .
الموضوع مقترح من طرف الأخت دليلة حفظها الله